أسعد الله أوقاتكم بكل خير
إنتقاء اليوم هو مكاني الأول.. شهادة مريد البرغوثي
“الفكرة الأساسية لهذه الزاوية هي ربط تجربة الكاتب، أو الشاعر، بمكانه الأول، أو أمكنته الأولى. ولا يبحث هذا الربط عن المكان كبديهية، أو مصادفة جغرافية، بل عن أثر المكان على تجربة الكاتب وهويته.
في كل حلقة نستضيف كاتبًا يستعيد مكانه الأول، في شهادة مسترسلة.”
من المقالة:
“ألا يُوحي لنا تأمّل العبارة الشائعة عن “مكان في التاريخ” بأن التاريخ ذاته مكان؟ فلكي يكون المكان مكانًا يجب أن نكون قادرين على أن نتحرك فيه ومنه وإليه عندما نشاء. وحين يفقد المكان هذه الصفات يتغير معناه تمامًا. إنه يصبح رمزًا وهوية. إن حائط برلين، وحائط الاحتلال الإسرائيلي، لا يمكن النظر إليهما كأماكن، بل كمفاهيم، كحكم على الآخرين، كمقياس للسيطرة. والمكان كالطفولة، أي إنه ليس كتلة قائمة خارجنا، وهو ليس بناء نتركه وراءنا حين نكبر. بل يواصل تأثيره الخفيّ في كل مراحل عمرنا، وفي كل أفعالنا وردود أفعالنا. إنني لا أتحسر على “منزل الأحلام” الذي تحدّث عنه غاستون باشلار في كتابه “جماليات المكان”، بل على كل تلك البيوت المؤقتة المرتجلة الطارئة التي أقمت فيها طوال سنوات المنفى. من يفقد جغرافيته الخاصة، يتشبث بتاريخه الخاص. ومن يخسر المكان، يتشبث بالزمن”